“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع سوبر منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!يبدو أن يوفنتوس يعاقب الجميع في إيطاليا، لأنهم سحبوا منه لقبين! ويبدو أن الوضع سيستمر هكذا طويلاً، لأنه لم يشف غليله بعد!
لم أستشعر فرحة فوز يوفنتوس بالدوري هذه المرة، أصبح الأمر عادياً.. بل أصبح مبتذلاً! لقد أصبح فوز يوفنتوس بالدوري “كليشيه”! بعض النكات لم تعد تُضحك، لأنها مكررة ومُعادة ومعروفة ونهايتها متوقعة.. هذا هو فوز يوفنتوس بالدوري! دوري بفريق واحد، والبقية مجرد إجراءات ورقية!
فميلان يمر بمرحلة تغيير جلد، بيرسلكوني محكوم عليه بالإقامة الجبرية.. ولا أظن هذا يمنعه من إقامة حفلات بونجا بونجا! وغالياني لا يعجبه الوضع في النادي، ومعه حق؛ فكيف تشاركه في الإدارة فتاة لطالما وسخت صلعته اللمعاء بالقاذورات في طفولتها! أما باربرا، فهي حديثة العهد، ولا أعلم بماذا ستفيد النادي.. غير جمالها! الجمال مفيد في التسويق للنادي وفي عقد الصفقات.. هل رأيت موظفة تسويق قبيحة؟! لكن هذا الجمال ليس مفيد في إدارة النادي وبلاويه! وحين أقول “بلاويه”، فأنا لا أقصد بالوتيلي!
أما انتر ميلان فحالته أفضل بشعرة! لكنه غير مؤهل ليحرز الدوري حتى لو تم منحه عشر نقاط مجانية في بداية الموسم! ويبدو أن مودجي مهندس نكتة الكالتشيو بولي! كان محقاً حين قال إن الانتر يحتاج لعودة مورينيو وكالتشيو بولي جديدة ليفوز بالدوري مرة أخرى! كيف سينافس فريق على الدوري وهو يضم في صفوفه لاعب سافل مثل إيكاردي! كيف سيدعم مليونير ناديه، وكل ثروته مليار! المليار في هذا الزمن تفتح به بقالة وصالون حلاقة، وتدعو الله أن يسترها عليك! هذا المبلغ صنع به جيمس كاميرون فيلم! هذا المبلع يصرفه الريال في سنتين! هذا المبلغ يصرفه ابراموفيتش في ليلة واحدة على طاولة روليت!
أما روما، فلا ينقصهم شيء.. لو كانوا في الدوري الهولندي لأحرزوا اللقب! فريق جيد ومحترم.. أظن أن ما ينقصه هو ما كان ينقصهم دائماً وأبداً؛ باتيستوتا! حين حصلوا على باتيستوتا قبل أكثر من عقد، حصلوا على الدوري.. كانت المسألة بهذه البساطة. إن حصلوا على باتيستوتا جديد، سيفوزون بالدوري.. لكن في حياة الإنسان يوجد باتيستوتا واحد فقط! لذلك إن شاء الله، اليوم الذي يتوج فيه روما باللقب مجدداً قد يراه أحفادنا!
نابولي: لا أظنه يحتاج لمارادونا جديد! لكن مهما كان الدوري الإيطالي سيئاً، ويمر بفترة صعبة.. فإنك لن تحرزه بالصف الثاني لريال مدريد!
لنقف مع تصريحات لاعبي يوفنتوس الذين فازوا بالدوري خارج الملعب! وحين أقول خارج الملعب، فأنا لا ألمح إلى أي فساد، وأعمال من تحت الطاولة! بل أقصد أن لاعبو يوفنتوس فازوا بالدوري ولم يكونوا على أرض الملعب! فقد أحرزوا الدوري رسميا بخسارة أقرب ملاحقيهم روما.. فقال تيفيز: “كنت نائما لكنها مجرد نصف ساعة، وبعدها انتبهت أن زملائي متحمسين”، لا أجمل من أن تصحو من النوم وتجد نفسك فزت بالدوري، فتعود للنوم.. فترى كابوس خروجك المهين من دوري أبطال أوروبا!
أما كليني فقال: “من الغريب أن نكسب اللقب بهذا الشكل ونحن جالسون أمام التلفزيون”، أولاً ما غريب إلا الشيطان! والشيطان المقصود هنا هو مانشستر يونايتد هذا الموسم! ثانياً، كل شيء ممكن أن يحدث وأنت أمام التلفزيون في هذه الأيام.. يمكن مثلاً، أن تكون أمام التلفزيون، وفجأة يتصل بك مصطفى الآغا، ليخبرك أنه سيحقق حلمك، بصفته مارد المصباح! ويمكن أن تجلس أمام التلفزيون وتسمع خبر إقالتك.. إن كنت مدرباً والعياذ بالله!
بينما القائد بوفون قال: “بالتأكيد أحب أن أفوز بلقب ما وأنا على أرض الملعب، فلحظة صافرة النهاية لا تعوض، وتمنحك السعادة البدنية والذهنية”، أن تفوز وأنت أمام التلفزيون، أفضل من أن يمزق ليما لاعب بنفيكيا شباكك وأنت داخل التلفزيون!
بعد أن فاز يوفنتوس بالدوري في الموسم الماضي، باركت لمشجعي يوفنتوس فوز فريقهم بالدوري في الموسم الحالي!
أما هذا العام، فأبارك لهم فوزهم بالدوري لسبعة سنوات متتالية!الهراء المستفاد: الفوز بعرق جبينك أفضل.. والفوز بوجود منافسين حقيقيين أفضل وأحلى.. لكن إن كنت ستخسر بوجود منافسين حقيقيين، فالفوز بأي طريقة أجمل!
معاني الكلمات:
مبتذل: متداول أو مألوف.. فيُقال “فكرة مبتذلة” أي فكرة مكررة لا إبداع فيها، ويُقال “عبارة مبتذلة” أي عبارة مستهلكة.. و”كليشيه” تعطي المعنى نفسه، لكنها كلمة فرنسية.. وكوني استخدمتها لا يعني أبداً أنني أجيد الفرنسية! وهذه رسالة للشباب المُصرين على التعليق بالفرنسية!
باتيستوتا: مهاجم أرجنتيني قوي، لم يكن يكتف بأن يسجل هدفاً، كان يجب أن يسجل هدفاً بقوة! أضاع عمره في فيورنتينا، حيث بنوا له تمثال.. ومن ثم لعب في روما وفاز بالدوري الإيطالي معه، ومن ثم، ولأن دوام الحال من المحال.. جاء إلى قطر! وتقريباً.. فشل!
جيمس كاميرون: مخرج ومؤلف أفلام متقدم عن البشر! صاحب أفلام ترمنيتور، تايتنك، آفاتار.. وهي علامات فارقة في تاريخ السينما الأمريكية، يصرف على أفلامه أموالا طائلة، لكنه يعيدها أضعافا مضاعفة و”فوقهم بوسة”!
روليت: طاولة للعب القمار، إذ يختر المشارك فيها أرقام عدة، يضع عليها أمواله.. وإن توقفت الكرة في أحد أرقامه، فإنه يحصل على أموال مضاعفة بحسب حجم رهانه.. والقاعدة الرئيسة في اللعبة والتي تعلمتها من الأفلام: “الكازينو دائما يربح”!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.
الرئيسية 
الإثنين يونيو 09, 2014 10:54 pm من طرف 
اليومية
