“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع سوبر منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!في يوم الجمعة الماضي، لم يكن هناك حلقة ردود، وذلك طبيعي لأن الأسبوع الماضي شهد حلقتين فقط، لذا آثرت أن أكتب حلقة عادية ليوم الجمعة.. وبالتالي حلقة الردود هذه، سأتحدث فيها عن 7 مقالات بدلاً من 4، ما يعني أنها ستكون مضغوطة.. مثل فروج “الطازج”!
مقال “فيلانوفا.. والديكتاتور سرطان!“، كان مقال محزن نوعا ما، وكنت أعلم ذلك.. لكني لم أكن أستطيع التحدث في أمر غيره. فاتهمني بعضهم بأني أحاول أن أظهر بمظهر المدافع عن الإنسانية! هل رأيتني في صورة المقال أرتدي ثوب عليه قطعة ملابس داخلية حمراء! كالتي يرتديها سوبرمان؟! رجل آخر رأى أن سخريتي جاءت على حساب آلام الآخرين! كل سخرية أساساً ستكون على حساب آلام الآخرين.. حين تسخر من جيجز الذي خان شقيقه، فأنت تسخر من آلام الآخرين.. وشهواتهم! وحين تسخر من تهرب ميسي الضريبي، فأنت تسخر من آلام الآخرين.. وغبائهم! وحين تسخر من جيرو الذي أمضى ليلة أجواؤها لطيفة مع عارضة أزياء في غرفة نوم.. فأنت تسخر من آلام الآخرين، وأجواؤهم اللطيفة!
على مقال “معنى حركة كريستيانو.. وخماسية بايرن الكتالوني!“، ترك قارئ عزيز كل المقال وقال: “صحح معلوماتك، وتأكد منها.. غرندايزر لم يمت.. هو رحل عن الأرض مع أخته ماريا”. أنا لدي معلومات من مصادر مسروقة! تؤكد أن غراندايزار مات! ولأزيدك من الشعر شعرة! غراندايزر انتحر! صحيح هو رحل مع أخته ماريا إلى نجم فليد، الذي يقع مباشرة خلف الكوكب الذي جاء منه ميسي! لكنه وبعد أن شاهد أبطال هذا الزمن؛ البيكومون والمحقق كونان وبارني.. قرر أن يضع حداً لحياته! على المقال نفسه، وبعد أن شرحت معنى حركة كريستيانو بعد تسجيل هدفه الـ15 في دوري الأبطال، وهو رقم قياسي.. صحح لي بعضهم معلوماتي، وأكدوا أن الحركة لا تعني ما ذهبت إليه أنا من أنها تعني خمسة وخميسة! وأن معناها تسجيله هدفه الـ15 في دوري الأبطال! شكراً جزيلا يا أصدقائي على هذه الإضافة العظيمة! هذا النوع من الإضافات هو الذي يغير حياتك! ويجعل لها معنى وقيمة أكبر! هذه الإضافات هي أجمل رد على من يقولون لي: “لماذا تكثر من علامات التعجب؟”! يا سيدي، وضعت علامات تعجب على كل ما قلته ساخراً عن حركة كريستيانو، ومع ذلك جاءتني هذه الإضافات التي تندرج تحت باب “رقاصة وبترقص”!
على مقال “فيلم الموزة.. هو الحل!“، رأى كثيرون أني حاقد وكاره لبرشلونة وإني مدريدي، رغم أني كنت أمتدح تصرف لاعبهم! ألفيش أكل موزة، وظهرت تقارير تقول إن هذه الحركة متفق عليها من قبل! لم آت بهذا الكلام من خزانة أبي! وكلامي أنا كان دفاعاً، إذ قلت إن حركة أكل الموز التي طالبت أنا بها منذ سنة، والتي قام بها ألفيش الأحمق، رائعة حتى وإن كان متفق عليها من قبل! فيا من اتهمتموني بأني حاقد على برشلونة في هذا المقال.. هل قرأتم المقال؟! وبصراحة، وطالما أننا وصلنا إلى نهاية الموسم، وبدأت الأمور تُحسم.. لو سألتني من تتمنى أن يفوز بالدوري الإسباني، سأقول لك أتليتكو، وخياري الثاني هو برشلونة، والثالث هو الريال. وفي نهائي دوري الأبطال أتمنى فوز أتليتكو.. ولأكون صريحاً أكثر، أتمنى لو تُسحب حتى بطولة الكأس التي أحرزها الريال منه، وتُمنح لبرشلونة! سيكون كابوسا بالنسبة لي لو فاز الريال بكل شيء هذا الموسم! وأحب أن أحتفظ بالأسباب لنفسي! وربما أفصح عنها في المستقبل القريب أو البعيد.. كما فعلت منذ أيام مونيكا لوينكسي! عشيقة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون الذي استغل البيت الأبيض أحلى استغلال!
مقال “براءة برشلونة في قضية نيمار.. القاضي مدريدي!“، جاءتني عليه اتهامات بأني مدريدي أيضاً، وأني لا أفهم كيف تُدار الأمور في إسبانيا! أنا لم أدن برشلونة، أنا قلت: أن تتم تبرئة برشلونة من قبل الاتحاد الإسباني “لكرة القدم” أمر لا معنى له، لأن القضية في القضاء، في المحكمة الوطنية! أي أنها لم تعد قضية كرة قدم، إنها قضية فساد وتهرب ضريبي، أي أنها محاولة لخداع الدولة.. مالذي يحتاج إلى فهم الثقافة الإسبانية؟! قارئ عزيزي رأى أني سأربط أي خبر في العالم ببرشلونة لأسخر منهم.. ورأى أنني سأتهم برشلونة في الضلوع في مؤامرة لو تم تغيير البلد المستضيف لكأس العالم بسبب سقوط نيزك! جميل جداً.. يا سيدي، حين ضرب هازارد حامل الكرات المليونير، كتبت أنا مقال قٌلت فيه إن على الريال أن يشتري جامع الكرات هذا، علّهم يستفيدون من خبرته.. ويتمكنون من إعادة كرة راموس الفضائية! حينها اتهموني بأني أربط الأمور ببعضها بعضا، لأسخر من الريال فقط! لذلك، أعذرني.. لا أستطيع أن أصدقك!
مقال “يوفنتوس بطلاً.. أصبح الأمر مبتذلاً!“، قرأه ثلاثة أشخاص تقريبا! ربما أنا وأمي.. وأنا مجدداً من هاتفي الذكي! ربما من قرأوا المقال أكثر بقليل.. لكن كانت هناك 6 تعليقات فقط، رغم أني تحدثت عن يوفنتوس، انتر، ميلان، نابولي، روما، بقي فقط أن أذكر ساسولو! مر المقال مرور الكرام، ولا يهمني ذلك بصراحة.. ولو عاد بي الزمن، سأكتب المقال نفسه مرة أخرى، لكني أتساءل: أين عشرات، بل ومئات الأشخاص الذين يقولون إنهم يريدون أن أتحدث عن الدوري الإيطالي؟ أين الذين يريدون أن أتحدث عن أي شيء غير الإسباني؟ أين أنتم.. بل، ومن أنتم؟! لا أقول إنه بسبب عدد الزيارات والتعلقيات لا أكتب كثيرا في الدوري الإنجليزي أو الإيطالي، هذا غير صحيح.. لأني كتبت عن ملاكم، وعن حكم، وعن مدرب مغمور، وعن إيكاردي.. رغم علمي أن الأرقام ستقل إلى النصف تقريباً. لكني أريد أن أوضح لمن يطالبون بأن أكتب عن نابولي! أن كلاشنكورة مرآة لما يُطرح في الإعلام عموما، والإعلام يطرح ما يريده الناس.. حتى صحف إيطاليا تهتم بالدوري الإسباني كما تفعل الصحف العربية.. لأنها تريد أن تبيع! إذا هي سلسلة كالتالي: الناس يطلبون، الإعلام يُقدم، كلاشنكورة تعكس.. كلاشنكورة كالمرآة الكاريكاتورية المضحكة! إنها المرآة التي تكبر أنف من ينظر إليها، وتصغر عينيه، وتلوي فكه، وفي حالات نادرة، تنبت له أذنين على رأسه!
على مقال “بينتو وميسي.. والطب النفسي!“، قال قارئ عزيز “تخيل أن يأخذ شخص آخر مكانك ويكتب كلاشنكورة.. وتدخل سوبر لتتابع ماذا يكتب المغفل صاحب العشرين عاما، فتصدم بأنه يستهزئ بك كما لو أنك ميسي أو بينتو!”، لا أستبعد حدوث ذلك، فهناك أشخاص يشتكوني عند المسؤولين بين فترة وأخرى.. ومن يعلم، ربما يطيحون بي وبكلاشنكورة النهاية! في الحقيقة، هذا لن يحدث.. لكني أحب أن أمنحهم الأمل! فـ”ما هي الحياة لولا فسحة الأمل”! على مقال “اليونايتد يطعن مويس.. ووالد جيجز يطعن ابنه!” وصفني أحدهم بأني عراف بعد قضية الموزة وتعيين الخائن جيجز مدربا! وأضحكني تعليقه، وطلب مني أن أذكر في كلاشنكورة أن محمد فيصل سيحصل على سيارة جاغوار ليتحقق ذلك.. طبعا، هو محمد فيصل! حسناً إليك ذلك: كان هناك شاب اسمه محمد فيصل، يجلس في المقهى، يدخن الشيشة ضاربا بكل النصائح عرض الحائط، وفجأة، رن هاتفه.. إنه رقم غريب، ومخيف.. تُرى من يكون؟! إنه مصطفى الآغا يقول له: ألووو.. نحن نحقق حلمك.. ماذا تريد؟!
يرد محمد سريعاً: أريد سيارة جاغوار!
يجيب الآغا: حسنا، إليك ما… لكن مهلاً، أنا آسف، يبدو أني اتصلت عليك بالخطأ! هل شاركت في مسابقتنا أساساً؟!
يقول محمد: نعم لا تقريباً.. أنا لم أشارك، لكني كنت أنوي أن أشارك، وإنما الأعمال بالنيات! وطالما أنك اتصلت فلابد من أن نيتي كانت سليمة!
يرد عليه مصطفى الآغا: أنا آسف يا صديقي.. مكتوب هنا، أن الفائز صاحب الرقم السعيد، اسمه عابدين.. هل أنت عابدين؟!
محمد فيصل: لا أنا لست عـ..
صوت قطع الخط!
من هنا أحب أن أبارك لعابدين فوزه بسيارة جاغوار! وسأعود للحديث عن عابدين قريباً.. خاصة أنه شخصية حقيقية! سببت لي قلقا في يوم من الأيام، رغم أننا لا نعرف بعضنا بعضاً، ولم نلتق، ولم نتراسل!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.