“كلاشنكورة” فقرة شبه يومية، يقدمها موقع سوبر منذ أغسطس عام 2011، وهي تصنف من ضمن مقالات الرأي الساخرة والجريئة، ومن يبحث عن الموضوعية والحيادية والرصانة والحصافة فيها، يصبح كمن يحمل شباكه ويذهب لصيد السمك.. في حوض سباحة!كانوا أصدقاء، بل وأكثر من ذلك.. قبل سنوات، ماكسي لوبيز كان مثلاً أعلى للطفل إيكاردي، الذي كبر واجتهد ليصبح مثل ماكسي لوبيز، وبالفعل جرب طعم كل الأشياء التي جربها لوبيز.. حتى زوجته!
طبعاً، هذا السيناريو غير حقيقي بالكامل.. فالحقيقي أبشع! تبدأ القصة قبل 10 سنوات تقريباً، حين كان الأرجنتنيني الشاب ماكسي لوبيز مهاجما محترفاً، وصف بأنه “خليط من باتيستوتا وكريسبو”، واتضح لاحقاً أنه لا باتيستوتا ولا كريسبو، ولا خليط ولا خلاط! في تلك الأيام كان إيكاردي طفل يبحث عن توقيعات النجوم.. وفي يوم ما ابتسم له الحظ، واستطاع أن يحصل على توقيع ماكسي لوبيز مهاجم برشلونة!
لا أريد أن أتحدث عن برشلونة والله، لكن الجريمة تبدأ من هناك.. كما جرت العادة مؤخراً! فبعد سنوات قليلة من هذا الأوتوغراف، استطاع الطفل إيكاردي الذي أصبح مراهقاً، وماكينة أهداف أرجنتينية، أن ينضم إلى لاماسيا! مرت الأيام، ولم يصبح لوبيز شيئا مهما، فمن ريفير بلايت إلى برشلونة، ومن ثم تنقل بين أندية أوروبا الصغيرة، حتى كاد يصل إلى نادي النصر الإماراتي! وأخيراً، استقر به الحال في سامبدوريا مع زوجته الجميلة واندا نارا.. ولا أعلم إن كان هذا التفصيل يهم أم لا، لكنها بطلة أفلام إباحية!
بدأت القصة تصبح أكثر إثارة، برغم عدم وجود بيرلسكوني.. حتى الآن! شاء القدر، أن ينتقل إيكاردي من برشلونة إلى سمبدوريا، حيث يلعب ماكسي لوبيز! ولا أعلم إن كان هذا الانتقال مصادفة.. أم أنه جاء بناءً على طلب من إيكاردي نفسه؟! لكن الأسوأ أن يكون ماكسي لوبيز هو من زكى إيكاردي لإدارة سامبدوريا! عموما، علينا أن نقدم حسن النية! ماكسي لوبيز كان متزوجا بواندا، ولابد من أن الكثير من المراهقين يرغبون بواندا، وهم يشاهدون أعمالها الفنية! ومن الطبيعي أن يتعاضد الأرجنتينيون مع بعضهم بعضاً، فأصبح ماكسي وإيكاردي، شركاء في الوطن، والنادي، والسرير!
فبعد فترة، أعلن كل من لوبيز وواندا الطلاق، رغم أنهما كانا متيمان ببعضهما بعضاً! حتى أنهما قبلها بعام فقط، أعادا زواجهما بمناسبة مرور خمسة سنوات عليه! لا يفعل ذلك، إلا محب أحمق! خرجت واندا نارا وقالت: “مرت ثلاثة شهور ولم يمارس زوجي الحب.. ماكسي أهملني”! المسكينة، ظلمناها! وبعد ستة أيام من الطلاق.. أعلن إيكاردي أنه يحب واندا! يا رجل، على الأقل انتظر أن يمر أسبوع!
عموما، التقارير ذكرت أن ماكسي لوبيز تعرض للخيانة من أم أبنائه، وصديقه الصغير! يا سيدي، الزواج والطلاق قسمة ونصيب.. وأهم شيء الستر! والحب أعمى: ممثلة الأفلام الإباحية أغرمت باللاعب القادم من برشلونة وينتظره ممستقبل باهر! الأول حقق حلم مراهقته! والثانية قد تحقق حلم أن تكون في مكانة شاكيرا! ومن يعلم ربما تطمح هي الأخرى لأن تكون سيدة برشلونة الأولى!
لكن لا، الخائنان الغادران الداعران! لم يكتفيا بذلك، ولم يسترا.. بل جاهرا بالمعصية! جاهرا بالخيانة! وهذا ما اتضح أكثر بعد تغريدة إيكاردي التي قال فيها: “لمدة عام وسبعة أشهر معا! أنا أحبك أكثر من أول مرة التقينا فيها”! يعني أن حبهما بدأ حتى حين كانت هي متزوجة، فالطلاق وقع منذ شهور! وظل إيكاردي يبث صور له في تويتر، وهو مع واندا نارا، ومعهما أبناء لوبيز! ياله من أمر مستفز، تخيل وضع لوبيز المسكين! حبيبته خانته، صديقه خانه، وهما لا يشعران بالندم! بل إنهما سعداء مع أبناؤه هو! وقمة الاستفزاز، أن أحد أبناء لوبيز، يرتدي قميص للانتر يحمل اسم “إيكاردي”! أعتقد أني سأتفهم موقف لوبيز لو طالب بإجراء فحص “الدي إن أيه” لأبنائه!
لوبيز طالب بأمر آخر، وهو أن يكف إيكاردي عن استفزازه، ووضع صور أبنائه.. فكان رد فعل إيكاردي أنه وضع صور مستفزة أكثر! نسيت أن أذكر، أن إيكاردي انتقل إلى انتر ميلان بعد سامبدوريا، لذلك وفي لقاء الفريقين قبل أيام، رفض ماكسي لوبيز مصافحة إيكاردي، ولو كنت حكم المباراة، لهمست للوبيز في أذنه: “من حقك أن تصفعه على وجهه وقفاه.. أنا وفريقي لن نرى ذلك”!
في المباراة، لوبيز أضاع ضربة جزاء، وإيكاردي المراهق الخائن سجل هدفين لصالح الانتر، رغم صافرات الاستهجان التي كان يسمعها في كل مرة يلمس فيها الكرة، بالطبع رجل من هذه النوعية لن يصمت، بل ذهب إلى الجماهير واستفزها بأن أشار لهم بأنه لا يسمعهم جيدا! حتى مدربه بعد المباراة انتقده.. لكن ماذا تقول، هذا ما يحدث حين تُصادق الطفل وتُدخله إلى بيتك! إما أنه سيكسر أغراضك، أو أنه سيتغوط على رأسك!
لوبيز هدد باللجوء إلى القضاء إذا لم يتوقف إيكاردي عن نشر الصور، فخرج إيكاردي وأكد أنه لا يمكن لأحد أن يخالفه لأنه ينشر صوراً في تويتر، وأضاف مستفزاً لوبيز أكثر: “الغرامة الوحيدة التي أدفعها هي غرامة مواقف السيارات، لأن واندا تجعلني أتوقف بسيارتي في أماكن خاطئة”! هذا الرجل “واطي” مع مرتبة القرف!
لا أعلم لماذا حين قرأت هذه العبارة، شعرت بوجود تلميح إلى شيء شخصي وسيء! كأن المراهق الأحمق يريد أن يقول للوبيز: “وأنت تعلم تماماً ماذا يحدث في السيارة حين تطلب واندا التوقف في أماكن خاطئة!”!
جدير بالذكر أن واندا نارا كانت على علاقة سابقة مع مارادونا! لكن الحمدلله، هذه العلاقة كانت قبل زواجها! يبدو أن واندا بقي لها فقط العاشق العجوز دي ستيفانو! يعني إن اجتهدت أكثر قد تصبح وبكل فخر، نقطة التقاء الأجيال الأرجنتينية!
بصراحة، لو كنت أكتب هذا الفيلم، لأنهيته بانقلاب درامي، فيعود ماكسي لوبيز إلى واندا، بعد أن تظهر الحقيقة وهي: علاقة واندا بإيكاردي مزيفة، وما هي إلا محاولة منهما لإغضاب واستفزاز لوبيز، لكي يعود إلى عائلته، ولا يهملها مجدداً!
وبعدها، يعيش ماكسي وواندا حياتهما بسعادة، ويقرران صنع فيلم إباحي معا! وذلك بدعم وتشجيع من بيرلسكوني! أما إيكاردي الشهم، سيعود إلى برشلونة، ومع أول هدف له، يظهر قميصه الداخلي وقد كتب عليه: “بالمناسبة.. أنا شاذ جنسيا”!
الهراء المستفاد: أولاً، هذا ما يحدث حين تتزوج من ممثلة إباحية! ثانياً، لا يمكن كتابة سيناريو أجمل من سيناريو القدر! مليء بالمفاجآت، والكوميديا القاتمة.. ولا يمكن التنبؤ أبداً بما سيحدث لاحقاً، يمكن أن تخمن، وقد تكون محقاً في مرات عدة، لكن هل تخيل ماكسي لوبيز وهو يوقع لطفل ما، أن هذا الطفل سيربي أطفاله بدلا منه؟!
معاني الكلمات:
العاشق العجوز دي ستيفانو: رئيس الريال الفخري، تزوج منذ مدة وقال حينها: “عمري 86 عاما، ولكن قلبي قلب شاب، أرغب في القيام بهذا الأمر لأنني أرمل منذ ثلاث سنوات، وأنا مغرم في الوقت نفسه”، أبناؤه لم يعجبهم ذلك، ورفعوا دعوى قضائية لإعلان عدم أهليته! رغم أن الزوجة الكوستاريكية لا تصغره إلا بـ50 عام! أبناء كهؤلاء يجب أن يسمعوا كلاماً مثل الذي أسمعه الدكتور مبروك عطية للمتصلة التي اتصلت تسأل عن ورثها من أبيها “بعد عمر طويل”!
أوتوغراف: توقيع مزخرف لأي نجم أو شخص مشهور، يلاحقه المعجبون للحصول على توقيعه.. وعادة لا يوقع النجم توقيعه الحقيقي، وهذا ضروري، فربما يضع النجم توقيعه على ورقة لأحد المعجبين اليوم، فيجد نفسه غداً، قد باع بيته دون أن يدري!
هذه الطلقة الكروية الساخرة، لا تهدف إلى الانتقاص من قدر أحد، والسخرية من طرف معين لا تعني كرهه، بل العكس هو الصحيح أحياناً.